اللّغة العـربيّة في مفترق الطّرق وصراعها التّاريخي مع التّيّارات المضادّة
Keywords:
اللّغة، العاميّة، العربيّة، الفصحى، اللّغـويّونAbstract
ظلّت اللّغة العبريّة – رغم انتمائها إلى اللّغات السّاميّة – في عداد الموتى زمنا طويلا، حتّى ظنّ النّاس ألاّ قـيّام لها، في وقت ازدهـرت لغات غيرها مسهِمة في رقيّ حضارات كالفارسيّة، والرّومانيّة، واليونانيّة، ثمّ العربيّة الإسلاميّة، فما هدأ للعبريّين ( اليهود ) بال ولا قلّت لديهم فكرة أو غابت عنهم وسيلة إلاّ لجأوا إليها رغبة منهم في نفخ الرّوح في لغتهم، فها هم قد حقّقوا ما كانوا يصبون إليه وصارت العبريّة لغة العلوم والمعارف، والأبحاث النّوويّة، والتّواصل، والإبداع، وغيرها من المجالات. ولعلّ في هذا المقال نداءً للعرب: علماء لغويّين، ودارسي اللّغة، وباحثين في مجالاتها للرّقيّ باللّغة العربيّة إلى درجة كما كانت في عصرها الذّهبيّ حيث ترجمت كنائس المسيحيّين- في غرب أوروبّا- النّصوص الدّينيّة اللّاتينيّة إلى الفصحى. كما أدعو المهتمّين باللّغة إلى الاجتهاد في علوم اللّغة كلّها قصد الخروج بالعربيّة الفصيحة من النّفق المظلم الّذي وضعت فيه مسيّرة لا مخيّرة، وبذل المزيد من الجهود لحماية العربيّة من مكائد تواجهها نحو لغة الإعلام والرّسائل القصيرة الرّكيكة، واللّغة الفسيفساء المركّبة من الفصحى والفرنسيّة والعامّيّة الّتي شاعت في روايات بعض المؤلّفين دون ردع أو وازع وكأنّها مؤامرة يراد بها دكّ قلاع لغة القرآن.